الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ } لم يصبروا على اكل طعام الروحانيتين لانهم اهل الطباع وايضاً ابلاهم الله بالنعمة كما ابلاهم بالنقمة وايضاً لمّا عَصَوا الله تعالى اخَذَ عنهم لذة ذلك الطعام ولم يصبروا على فقد اللذة وايضاً من لم يشكر الله في نعمائه غيرها عليه حتى لم يصبر على بلائه وقيل الناس فيه رجلان رَجُلُ ازيل عنه تدبيره فهو مستريحٌ في ميادين الرضا راضٍ باحكام القَضَاء فيه ساء اوسُرِّ فهو في الزيادة ابداً وأخر رد الى تدبيره واختياره ولا يزال يتخبّط في تدبيره واختياره الى ان يُهْلِك قوله { أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ } اي تستبدلون طعام اهل القربة بطعام اهل الشهوة وقيل معناه اتعارضون حُسْن اختيارى لكم في الازل بمخالفة السُّؤال والدُّعاء وما يبدّل القول لدىّ وقال الواسِطىُّ في هذه الآية ما يتولاه من المنَّ والسّلوى من غير كلفةٍ لهم فتبع القومُ شهوة نفوسِهم وما يليق بطباعهم لَمّا رَجَعَ الى الغناء والضر عند ذكرهم { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ } ضَرَبَ الله عليهم ذلة الطغيان قبل وجود الاكوان وقهرهم بلطمة المسكنة فى تعبُّد الشيطان وايضاً البس الله قلوبهم حبّ الدّنيا فقرا وسخطا والبس سرائرهم بغض الأخرة خوفاً ومقتاً وقيل الذلة والشُحّ والمسكنة الحرصُ.