الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }

قوله: { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ } الارواح الخاص مشارب العارف في بحار الذات والصفات يعرف كلّ واحدٍ منها مَوْرِدَها من الحق سبحانه وتعالى ومشربها بالتفاوت فبعضها في مقام الحيرة وبعضُها في مقام المنة وبعضها في مقام الوصلة وبعضها في مقام الفناء وبعضها في مقام البقاء وبعضها في مقام الجلال والجمال وبعضها في صِرف الجبروت وبعضها في عالم الملكوت وبعضها في مشاهدة القدس وبعضها في رياض الانس على حد مقامتها وتفاوتِ سَيْرِها وقيل فيه شرب كل احدٍ حيث انزله رائده فمن كان رائده نفسه فمشربه الدنيا ومن كان رائده قلبه فمشربه الآخرة ومن كان رائده لا سِرُّه فمشربه في الخضرة على المشاهدة حيث يقول وَسَقاهم ربُّهم شراباً طهوراً طهّرهم به عَنْ كل ما سِوَاه.