الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } اي اولئك على حقيقة يقين متصلة بانوار المعرفة ان الله تعالى بلا معارضة النفس وريب الشيطان مفلحون من مكائدهما ووسواسهما وايضاً مفلحون من الله بالله وقيل اولئك الذين لَزِموا طريق المفاصلة بالانفصال عما سوى الحق فأفلحوا فانقطع الحجب عن قلوبهم فشاهدوا { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } اي انَّ الذين احتجبُوا عنا بحظوظ البشريات سواء عندهم انذارك بقطيعتنا عنهم وتخويفك بعقوبتنا عليهم لانهم في مهمة الغفلةِ عن مباشرة المعرفة لا يقرون باللقاء والمشاهدة لاستغراقهِم في بحار الشهوة وقيل ان الذين ضَلّوا عن رؤية مننى عليهم في السَبْق سواء عندهم مَنْ شاهد الاعواض في خدمتى ومَنْ شاهد المعوّضَ لا تخلصْ سَرَائرهم ولا يثبت لهم الايمان الغيبىّ وانّما إيمانهم على العبادة.