الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ }

{ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } الاشارة فيه انّ المريد لا يجوز ان يعتدى بكل احَدٍ ورُبمَا يقع بكلام اهل الخِداع في هاوية الهلاك والمريد قلب غلب عليه الارادة وحلاوة المعاملة وكل من يدعوه الى شئ من المعاملة يسمع كلامه وان كان مدعيا لانه لا يعرف كيفيّة الأحوال فيسقط عن درجة الارادة بشؤم صحبة الاضداد وايضاً من سَلَكَ طريق الشهوة احتجب عن مشاهدة القربة لان سوء الادب يوجب سقوط المريد عن درجة الحُرْمَة { وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } اي مشهد اشباحكم في ملكوت الارض ومستقرّ ارواحكم في ملكوت الحضرة { وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } متاعهم انوار تجلى الحق يترادف على قلوبهم ليَعيشوا به تسلياً عن فقدان المشاهدة.