الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ }

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } ألبس الملائكة لباس العبودية فاعجبوا بعبادتهم والبَس آدم لباسَ الربوبيّة ورقم عليه طراز صفاته وعَرَضه على الملائكة فرأوة ملتبساً بلباس الحق فخجلوا عن تعجبهم بعبادتهم فأَمرهم الله بسجود آدم تغييراً لهم وتعليماً انّ عبادتهم لا يزيد بالربوبيّة ولا تنقص من الالوهيّة وايضا لما خلقه بخَلقِه وصوره بصورته والبَسَه انواره ونفخ فيه من روحه وأسكنَهَ جنته وأجلسَه على سرير مملكته فسجد له ملائكته حتى اكمل له في العبوديّة صفات الربوبيّة فلما سجد الملائكة لآدم فابى ابليس عن السجود لان الملائكة رأوا فيه سر الله تعالى وعليه لباس الله مصبوغاً بصبغ الله ولم يَرَ ابليس ما كشف لهم فابى واستكبر من غَضبِ الله عليه وكان من الكافرين اي في سابق علمه من المطرودين وقال ابن عطاء لما استعظموا تسبيحهم وتقديسهم اَمَرَهم بالسجود لغيره يريهم به استغناه عنهم وعن عبادتهم قال الحسن بن منصور لما قيل لابليس اسجد لآدم خاطبَ الحق فقال ارفع شرف السجود عن سرّى الا لك في السجود حتى اسجد له ان كنت امرتنى فقد نهيتنى فقال له فانى اعذبك عذاب الابد فقال أولَسْتَ ترانى في عذابك لى قال بلى فقال فرؤيتك لى تحملني على رؤية العذاب افعل بى ما شئت فقال اجعَلك رَحيماً قال ابليس أوليس لم يحامد سوى غيرك افعل بى ما شئتَ.