الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } لاعتباركم وامتحانكم حتّى يُمَيِّز بين الصّادق بتركها لوصوله الى خالِقها وبين المدعى بسكونه اليها عن مدبرها وايضا { خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } لتطلبوا في الاشياء خالق الاشياء لانه اظهَر نفسه في مرآة الكون للعارفين والمحبّين قال ابن عطاء ليكوُن الكون كلها لك وتكون للِهِ فلا يشتغل بما لك عَمَّن انت له وقال بعض البغدادييّن في قوله { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ } انعم عليك بها فان الخلق عَبَدَةُ النعّم لاستيلاء النعمة عليهم فمَنْ ظهر للحضرة اسقط عنه بالمنعم رُؤية النعم وقال ابو الحسين النّورىُّ أعلى مقامات اهل الحقائق الانقطاعُ عن العلائق وقال ابن عطاء احكم التدبير فيهنّ { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } اي كما زين ملكوتَ الارض بانوار القدرة للمؤمنين فقصد الى تزيين ملكوت السّماء بسناء العزة للعارفين.