الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَٰـنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

{ لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } اى لو اظهر من جمال عن الازل صفة من صفاتى لا يطيق الخلق ان يستقيموا عند كشف ذرة منها لكن اواسيهم بلوائح التجلى بنعت الالتباس لكى لا يفنوا مثل تجلى موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلوات والسلام وايضا تسربلت الارواح بانوار الكبرياء فاستقلو بانفسهم عند نهوضهم باثقال المعرفة وما ادركت من عجائب الربوبية وهذا معنى قوله تعالى ان عرضنا الامانة على السماوات والارض الاية وايضا لا يكلف الله حق عبوديته نفوس اوليائه الاقدر ما يطيقون من جهة التقصير والضعف عند تحمل حقيقة العبودية لان من حق الربوبية ان يذوب الارواح والاشباح فى اول تكبيره كبروا تعظيماً واجلالاً وان الله تعالى ما اظهر للخلق من معرفته الا مقدار ما يعيشون به من جهلهم بروبية ربهم ولو ايقنوا انهم فى معزل من حقيقة العبودية وادراك صرف الربوبية ماتوا حسرة على ما فاتوا { لَهَا مَا كَسَبَتْ } اى ما كسبت ارواحهم من مقاساة الهجران فى دار الامتحان { وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ } ما اكتسبت النفوس من جرائم الخطرات عند مكاشفة الغيب للاسرار فجازى الله النفوس فى الدنيا بالذنوب فى المجاهدات وتجازى الارواح فى الاخرة لصرف للمشاهدات { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ } اى لا تحجبنا بنا عليك ان نسيناك { أَوْ أَخْطَأْنَا } بالتفاتنا الى غيرك { وَٱعْفُ عَنَّا } واعف عنا قلة المعرفة بك { وَٱغْفِرْ لَنَا } التقصير فى عبادتك { وَٱرْحَمْنَآ } بمواصلتك ومشاهدتك وقال ابن عطاء لا تواخذنا عند المصيبة واستر علينا فى القيامة ولا تفصحنا بها روس الاشهاد { أَنتَ مَوْلاَنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } هذا نحوى اهل الامتحان من المكاشفين والمشاهدين اى نحن اسراء معرفتك وضعفاء محبتك فارحمنا بتجلى العظمة حتى تقوى منك بك فى محل العبودية وكشف الربوبية وانصرنا بمعونة المعرفة وجند حقائق الالهام عن مشاعر الالوهية على القوم الكافرين على اوباش الطبيعة حتى يهزموا عن ميادين معارفك بتائيد معرفتك وتشريح من تشويشهم فى صرف عبوديتك وطلب مشاهدة حضرتك.