{ آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ } ان الله تعالى قدس باطن رسوله صلى الله عليه وسلم من شوائب النفسانية وخطرات الشيطانية وكحل عين سره بنور الملكوت حتى قبل بالصدق والاخلاص ما كشف له من عجائب الجبروت وراى بمصابيح القرآن اسرار الازلُ والابد ما جرى فى بطنان الغيب وغيب الغيب روية عيان وامن بها ايمان المشاهدة والعرفان كما قال تعالى ما كذب الفواد ما راى { وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِٱللَّهِ } المؤمنون على قسمين منهم العارفون والصادقون والمشاهدون والمقربون والمكاشفون والمخلصون والمحسنون والراضون والمتوكلون والمحبون والمريدون والمرادون كل شاهدوا بعض ما شاهد الرسول عليه السلام ولولا ذلك لم يشرعوا في بذل الارواح ومجاهدة الاشباح لكن للنبى صلى الله عليه وسلم مشاهدة الصرف خاصة له بلا زحمة الخطرات ولهم مشاهدة اليقين بوسائط الالتباس ممتحنين بالوسواس والقسم الثانى من المؤمنين هم الذين امنوا ايمان الفطرة بارشاد العلم والعقل والبيان والبرهان واصل هذه الاشكال الهام وفرعها اسباب وايضا استقام النبى الامي صلى الله عليه وسلم عند صدمة سلطان الالوهية وتمكن فيها عائن من جلال ذات القديم جل جلاله بنعت صرف المشاهدة واليقين والمؤمنون يريهم الله بعض انوار غيبة فأمنوا بما ادركوا به قال الاستاد من الرسول صلوات الله عليه وسلامه من حيث البرهان ويقال من الخلق بالوسائط وامن محمد صلى الله عليه وسلم بغير واسطة ويقال هذا خطاب الحق سبحانه وتعالى معه ليلة المعراج على جهة تعظيم القدر فقال امن الرسول ولم يقل امنت كما يقول العظيم الشان من الناس قال الشيخ وانت تريد قلته وقال ابن عطاء ان النبى صلى الله عليه وسلم معدت سر الحق اظهره للعام اوفقه على شريطة قوله امن الرسول واذا اخفاه اخبر عنه بقوله فاوحى الى عبده ما اوحى وهو مستغرق اوقاته فى انتظار ما يظهر عليه الحق من الزيادات على روحه وسره وفؤاده وقلبه وشخصه الا تراه كيف نعينه عن صفاته وقوله انك ميت عن صافتك ليحاتك بناء وباظهار صفاتنا عليك وانهم ميتون عاجزون عن بلوغ درك صفاتك وايمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ايمان مكاشفة ومشاهدة وايمان المؤمنين ايمان بالوسائط والعلائق وقيل فى قوله والمؤمنون كل امن بالله حكما وتسمية ولا المؤمن موجود ولا الايمان ظاهر وقال فارس امن الرسل بما انزل اليه من ربه قال ايمان حقيقة ومشاهدة والمؤمنون كل امن بالله ايمان حكم ومتابعة.
