الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَاواتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } اى لله خزائن ملكوت الكونين واسرار غيب العالمين لا يكشفها الا لخواص احبته قال ابن عطاء الكونان هو مبدئهما من غير شئ فمن اشتغل بها قطعاه عن الله ومن اقبل على الله وتركهما ملكهما الله تعالى اياه { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ } اى ان يظهروا ما فى قلوبكم من حقائق المكاشفات والمخاطبات ليقتدى به اهل الارادة وتخفوه عجائب الغيب التى ترى عيون الارواح القدسية تورعا لئلا نفتتن بها اقوام من ضعفاء المؤمنين لقلة فهمهم يرينكم الله تمكين المظاهر بما اظهرتهم حتى لا تفتنوا بدقائق الرياء والسمعة وبيقين الباطن بما اخفيتم من الخلق اخلاصا وصدقا لتذوقوا حلاوة صفاء الاخلاص فى كتمان الاسرار وايضا ان تبدوا فى الظاهر من شره الاحساس متابعة الوسواس او تخفوه ما تحدث به انفسكم فى باطنكم من اطباء القلوب وحراس الغيوب يجازيهم بفتنة النفس والشيطان والغفلة والشهوة { فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } لمن يدفع خطرات الباطن ترغيبا { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } لمن يتبع هواه بدخوله فى الزلات تهذيبا وقال جعفر ان تبدوا ما فى انفسكم الاسلام او تخفوه قال الايمان وقال الواسطى ان تبدوا ما فى انفسكم أو تخفوه من ارادة الكونين أو المكنون يحاسبكم به الله اى بارادتكم فيغفر لمن يشاء لمن اراد الجنة ونعيمها ويعذب من يشاء من اثر الدنيا على الاخرة وقال على بن سهل ان تبدوا ما فى انفسكم من الاعمال أو تخفوه من الاحوال يحاسبكم به الله العارف على احواله والزاهد على افعاله.