الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ } تبين ما استتر عن الكون فى الكون فى علم الازل من السعادة والشقاوة فظهرت سمة السعادة والشقاوة من المقبولين والمطرودين لان فى حياة السعداء مصابيح انوار المعرفة يلوح وفى حياة الاشقياء كدورات ظلمات الغى يتوح { فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ } الطاغوت روية الطاعات والطمع فى المكافات فمن يكفر بها فهو من اهل المشاهدات والطاغوت يقع على كل شئ سوى الله تعالى من الدنيا والنفس والشيطان وقيل طاغوت كل امرئ نفسه قال الشيخ ابو عبد الرحمٰن رحمه الله من لم تتبرار من الكلى لا يصح له الايمان بالله { وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } اى من اقبل من نفسه وحوله وقوته الى خالقه فقد وجده بنعت الحفظ والكلاية والعروة الوثقى هى ذات الحق سبحانه وجل عن التشبيه وايضا هى المحبة والمشاهدة وايضا هى العصمة القدمية التى سبقت بنعت العناية الازلية لاهل المعرفة وقيل العروة الوثقى التوفيق فى السبق والسعادة فى الختم وقيل العروة الوثقى محمد صلى الله عليه وسلم وقيل لا اله الا الله وقيل هى السنة { لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } ترجيه من الله لاهل المعرفة اى من تمسك بحبلي فاز فى الدارين وسعد فى المنزلين ولا يدخل فى حجال عصمته خلل الحوادث لانه فى كنف العناية محروسا بالكفاية.