الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }

{ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ } اى برز الروح وجندها للشيطان وجنده { قَالُواْ } اى الذى عاينوا بنور الايمان جمال المشاهدة { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } اى احبسنا بلذة المحبة حتى يقف فى بساط الحرمة ويشرب مرارة المحنة بجمال المشاهدة { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } فى صدمة القهر { وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } على الشيطان وجنده { فَهَزَمُوهُمْ } يعنى جند الله { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بالله الشيطان وجنده { وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ } يعنى العقل الشيطان { وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ } يعنى سلطنته وولاية القلب على جميع الجنود والنفس واعوانها { وَٱلْحِكْمَةَ } يعنى المعرفة على احكام المحبة والقربة والمشاهدة قال عبد العزيز يقال داود عليه السلام رمى بثلاثة احجار وفي الاشارة انه رعى بالنفس وطلق الدنيا وخلف الهوى فهزم الله جالوت الشيطان وقتل { وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ } اى من علوم الغيب حتى صارت منفردة بالروية مشاهدة الغيب وعجائبه { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } اى دفعه بجنود الملكوتية جنود الانسانية { لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ } يعنى منظور نور الايمان والمعرفة فى صدر طلاب المشاهدة والقربة { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } يعنى يتجلى العالم الارواح فيغلبن على النفوس الامارة والشياطين المردة وايضا يتجلى بمشاهدة القهر لعالم النفوس والشياطين حتى يسرفوا بمطامعهم بعض حقائق القلوب من عالم الارواح وتجربوا ديوان العقل فى ديوان الغيب قال ابو عثمان ان هذا مثل ضربه الله للدنيا واهلها يعنى النهران من اطمان اليها واكثر منها فليس من الله فى شئ ومن اعرض عنها ومقتها فهو الذى هياه الله لقربة الا من تناول منها مقدار ما يقيم صلبه للطاعة وقيل فى قوله تعالىفَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } يعنى اى فاطمان اليها الا قليلا منهم وهم الذين حفظهم الله من وساوس الشيطان لان عبادى ليس لك عليهم سلطان وقال النصرابادى من مد يده الى الحلال بحرص وشره اداه ذلك الى الشبه ومن لم يبال من الشبه جره ذلك الى الحرام النص.