الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ }

{ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ } المحافظة شهود السر مقام الغيب وخمود النفس عن دواعى الرب ومراقبة القلب انوار الكشف ورعاية الروح مشاهدة الوصل ومراعات الادب ظاهراً وباطنا اما الظاهر فباقامة الحدود فى اركانها واما الباطن فبدفع الخواطر المذمومة الشاغلة عن رؤية الآخرة ثم الغيبة عن الاركان والرسوم بروية الحق جل جلاله فى صلاته ثم للفناء فى حقائق المشاهدة عن ملاحظة وجوده لغلبة سكر الوجد ومن هذا حاله فهو غائب في سر الاضطلام ولا يعلم كيفية صلاته لغلبة الوقت ولا غيب عليه لانه قد بلغ مقام المشاهدة هذا مقصود الصلاة وهو اشارة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله " اعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك " لكن صورة الاحكام تجرى على العارف ويحفظها عليه وان لم يعلم شانه فيها فهؤلاء القوم يغيبون عن الظاهر لشغل الباطن والعامة ويغيبون عن الباطن شغلا بالظاهر فشتان ما بين الطائفتين فالعوام طاحوا فى اودية الغفلات فيزينون احكام الظاهر واهل المعرفة لما طاروا فى عالم المشاهدات فهم فى غيبة عن رسوم الاحكام استغراقا فى بحر انوار مشاهدات ذو الجلال والاكرام ولهم صلاة الوسطى لمراعاة جميع الاوقات ومراقبة احانين المكاشفات.