الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ وَٱلْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأُوْلـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ } اى اقل احانين اقبال الحق على العباد بنعت بسط الاء مشاهدة القربة وازدياد المعرفة على اهل الصفوة مقرونة بظهور انوار جماله سابقة لهم بشرط الارادة القديمة في اكناف طلاب المشاهدة في ازالة مرسومها متفاوتة بتفاوت بروز سناء تجلى الجلالُ والجمال فى تقليب دهور الحوادث فاشجار بساتين الاسحار لأطيار اواح الاخيار وانوار النهار المبرز بنور القدس لاشباح الابرار ولكل وقت من اوقات انكشاف نور الحضرة حرمة بقدر وقوع وقائع اهل القصة والخطرات فيها من النفوس الامارة اعظم وهواجسها اكبر لان الاجرام فى مواطن قربه اثخن حجابا والحرب فى بواطن الانس اسرع عقابا { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ } الحساد لا يزالون يمكرون باولياء الله لكى يوبقهم باعين الحسادة وانفس الامارة لانهم لا يطيقون ان يروا نعم الله على احبائه واوليائه حسدا من عند انفسهم واحسد الخلق باصفيائه هو الشيطان الذى كل وقت يترصد افاتهم فالاشارة فيه من الله تعالى لاوليائه انه يحذرهم من عزة العدو لانه يحسد بهم نفاسه عليهم بوجدان مشاهدة حضرته ونوال قربته لان من نكص على عقب النفس بعد ادراك معرفة الحق فقد هلك مع الهالكين وسقط عن درجة السالكين العارفين وبقى فى حجاب الغفلة وظلمات الجهل مع الجاهلين نعوذ بالله من الخذلان بعد وجدان الايمان والعرفان.