الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ }

{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } اى ومن المدعين من يعجبك طاماته ومزخرفاته وما كان بخلاف خاطره واخبر تعالى نبيه عليه السلام ان قوما ياتونك ويتكلفون فى دقائق الكلام ويظهرون خصائص الاحوال والكرامات التى كانوا يسمعونها من اهل المعرفة ويتنوقون فى الاشارات والنوامض من العلوم وهم بمعزل عن حقائقها هؤلاء فراغته الضلالة لسانهم لسان الانبياء وقلوبهم قلوب الذباب لان الله تعالى سلب نور الايمان والمعرفة عن قلوبهم والبس بسط الكلام السنتهم ليس لهم فى مقامات الاصفياء نصيب ولا لهم فى اغصان اشجار معارفهم وكواشفهم نصيب ولا على قولهم اعتماد ولا على عهدهم اتكال صرف الله وجوههم عن قبلة الحقيقة ومنعهم عن ملاحظة حق الشريعة واقفل ابواب قلوبهم بختم الضلالة وحجبهم عن ادراك انور البصيرة حتى ليس فى جرابهم من معنى الحقيقة معنى ولهم فى كل محفل من الاباطيل دعوى قالوا جب على السالكين الاعراض عن مجالستهم لانهم اعداء الله واعداء اوليائه حتى سلموا من شوم مذهبهم وقبح مقالتهم وهؤلاء اهل البدع والاهواء يفتنون هذه الامة ويحجزونهم عن طريق الحق وينكرون اهل الاصابة ويغرون اهل الارادة ويصدونهم عن الطريقة والله يشهد انهم الكاذبون فى دعواهم يلذذون فى محاوراتهم مع الصديقين باسوء المخاطبات يغرى الخلق بهرج لباسهم وزينة هيئتهم ويجذبون قلوب الناس بحلو كلامهم واصفرار وجوههم واقصرار اكمامهم وانتفاخ اقدامهم ليضعوا اقدامهم على اعناق الانام يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون وقال الاستاذ ابو القسم القشيرى الاشارة الى اهل الظاهر الذين لم يساعدهم انوار البصيرة فهم مربوطون باحكام الظاهر لا لهم بهذا الحديث ايمان ولا لهذه الجملة استبصار قالوا جب صون الاسرار عنهم.