الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ }

{ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ } اى فاذكرونى ذكر من يعلم فى جميع الاحيان أنه ولد أحدٍ لانه ذكر لا يسقط عن الانسان ابداً في حياته فكذا ينبغى ذكر خالق الاباء والامهات وايضا فاذكرونى كذكر الطفل اباه فى جميع ما اراد لانه يأوي اليه فى جميع مراده وانه يعلم ان ليس له ملجا الا اليه فادب الله بهذه الآية شرائط المعبودية بنعت الذكر وايضا وبخ الله بذكرهم غير ربهم وهذا المعنى مبهم على اكثر المفهوم وقيل معناه انك تذكر احسان ابيك اليك فتذكره بذلك ابدا واحسانى اليك اقدم واكثر فاذكرنى كما تذكر اباك وقال بعضهم اذكرونى بالنعماء يرد عليك زوايد الالاء وقال الواسطى ذكر عارضى ودعاء عادنى كيف يرجى بركاته او نماؤه او زيادته سئل ابو يعقوب المكى كيف يذكر الحق كذكر الاب فقال اعلم انه اذا ضربك فانه ادبك لحبه لك واذا اسلبك فاعلم انه اعطاك بقربه منك وليس يسعك سوء الظن به لشفقته عليك وقال ابن عطاء يوما لاصحابه اذكروا الله بألسنتكم حتى لا تتحرك لغيره واذكروه بقلوبكم حتى لا تتفكروا لغيره واذكروه باسراركم حتى يحيى به واذكروه بأرواحكم حتى تعلق روحكم بانواره قال الشبلى بذكر الله طلع الالياس عن بساتين الانسُ بذكر الله فاز الاولياء بجوار الرحمٰن وبذكره همت قلوب العارفين شوقا اليه.