الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ } اى اذا بلغتم مقام مشاهدة المذكور بعد احتراقكم بانوار ذكره اشتغلوا بما يشتغل العوام من رسم العبادات لكى لا تفنوا فى بحار الوجد { وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ } من فترتكم عن الاحوال واشتغالكم بالاعمال { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } تقصيركم فيما وجب عليكم حق معرفته { رَّحِيمٌ } عليكم بان يردكم الى حالاتكم ومقاماتكم وقال ابن عطاء: اذا عمرتم بواطنكم بذكرى واستفرغتم الوسع فيه فارجعوا الى ما رجع اليه العوام من القيام برسوم العبودية واستغفروا عن اشتغالكم بغيره ان الله غفور للمطيعين تقصيرهم في طاعاتهم رحيم بالعاصين ان يردهم برحمته الى بابه وقال الاستاذ ابو القسم القشيرى الاشارة فيه ان لا تعلم نفسك بما تمتاز عن اشكالك فى الظاهر لا بلبسه ولا بخرقه وصبغه بل يكون كواحد من الناس واذا خطر ببالك انك فعلت شيئا اوبك او لك او منك شئ فاستغفر الله عز وجل وجدد ايمانك فانه شرك خفى خامر قلبك.