الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُونِ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }

{ ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ } بين الله تعالى مواقيت العبادة لئلا يتساموا عباده عن خدمته ويقعوا بفتورهم في مقته وايضا حتى يسكن اهل المعرفة عن اثقال العبودية في بسطهم برؤية الربوبية وانتقالهم بمشاهدة الرحمٰن عن زحمة الامتحان ووقت الحق لاهل خالصة فى سلوكهم واتيانهم لبساط القربة احانين الصفاء والوفاء والطمانية واليقين وجمع لهم ليعرفوا ان القصد لا يتهيأ الى بساطه الا فى هذه الاوقات المعلومة قال النصرابادى وقت الله العبادات باوقات ليتاهب العبد لها قبل اوانها بادائه الطهارة ولم يوقت المعرفة لئلا يتجلى العبد سره عن مراقبة المشاهدة بحال { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ } اى اجتنبوا على الالتفات الى غيرى في استقبالكم اليّ فاني زادكم فى جميع الاحوال ولا تحتاجون الى حد سواى وايضاً اذا اردتم ان يقطعوا قفار الديمومية وذلوات الازلية فتزودوا على مراكب القلوب نور الانانية لارواح العاشقة فى سير النيوب وخافوا عن فقدى فان خير الزاد فى طلب وصلي الافتقار الى مخافة فقدان قربى { وَٱتَّقُونِ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } لانكم اهل الخصوص بانوار العقول فمن يعقلنى بنعت العظمة لا يسكن روعته فى دار امتحانى وقيل وتزودوا فان خير الزاد التقوى هو خطاب للخاص لانه لا زاد للعارف سوى معروفة ولا للمحب سوى محبوبه وانشدوا
اذا نحن ادلجنا فانت أمامنا   كفى بمطايانا بلقياك هادياً
{ وَٱتَّقُونِ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } قال الواسطي عاقبهم لانه احبهم وقيل اقبلوا على يا اصحاب الفهوم السليمة واعقلوا عنى وقال ايضا هم من الخصوص ولم تجعل للعموم فيهم طريقا.