الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } الانقاق على ثلاثة احوال نفقة الزاهدين ونفقة المحبين ونفقة العارفين اما نفقة الزاهدين بترك جميع الدنيا مع لذاتها لاهلها حتى استمتع بها الانام وبذل نفوسهم لله فى ايام الله واما نفقة المحبين فاعطاء ما نالوا من الحق لاهل الحق واما نفقة العارفين فبذل الارواح فى مقام الفناء من وجدان غيرة الحق فى اسرارهم امرهم الله تعالى بالاعراض عن الكون مع استطابة احوالهم بلذائذ المحبة والدخول فى مقام الاحسان لان الاحسان اعلى المراتب من رتبة اهل المشاهدة اعلمهم الله تعالى ان لا ينالوا حقيقة المشاهدة الا ببذل حياتهم لاهل خالصة الحق واخبر ان مقام الاحسان مقرون بالمحبة لاجل ذلك قال تعالى { وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } ومن فاته الاحسان احتجب عن المشاهدة وهلك فى قبضة بطش النفس متحيراً فى هاوية هواها مصروعة فى ورطه هوساتها.