الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ } اى يسالونك وطور أطيار بساتين الغيب عن نقصان هلال المشاهدة عند الفترة وزيادتها عند الكشوف بنعت تجلى الأسرار لانهم اذا غابوا في اوصاف احكام العبودية احتجبوا بها عن رؤية مشهود الغيب واذا خرجوا من وطنات ازمة الابتلاء رأو فى سماء اليقين نوادر انوار اقمار الصفات فتاهوا عند ذهاب عقولهم في مجلس الخاص تحت حضيض سوانح الكبراء وطاشوا فى لهوب البليات من تراكم سحاب الوجد عند تدريها مزن الشرق فتحيروا بين المنزلتين واستفتوا من اشرف خلق الله حسام حكم الله رئيس البرية محمد صلى الله عليه وسلم من مرسوم هذه الاوصاف كى تخلصوا عن ركان الشواهد بعد جميع الجمع فى قلوبهم فامر الله تعالى نبيه عليه السلام وقال { قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ } اى لهذه الاحوال المتشتة فى كشوف عز السرمدية وذات الابدية عيانا وغيباً لمواقيت الارواح في طيرانها الى اعلى المقامات على ترتيبها وظهور اوقات المواجيد وقصورها الى عالم الصفات لشق الله تعالى كشف القربة على قدر شوق الشائقين حتى علموا احكام العبودية فى الربوبية والربوبية فى العبودية على قدر بدو الاحوال وكشف الصفات لان العارف محتاج الى حقيقة علم الاحوال والاداب فيها ليستعملها بقدر وجدان انوار القربة وصفات المشاهدة.