الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } اى اذا سألك اهل محبتى وتوحيدى عن دنويّ منهم فانى قريب منهم اليهم وانا مباشر اسرارهم فؤادهم بصفة الخاص فأنجلى بنفسى من نفوسهم لِنفوسهم لان ظهورى للعموم وان لم يرونى الا اهل الخصوص وفى ضمن الآية اشارة الى تنزيه الحق عن البينة لانهم اشاروا الى قرب البين وبعد الاين فقال تعالى فاني قريب من عبادى بلا أين وبلا بين { أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } اى انى اجيب دعوة المخلصين اذا دعونى من قعر قلوبهم بلسان اسرارهم وان لم يعلموا اجابتى لهم { فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي } اذا ادعوهم باصوات الوصلة عند خطرات كلماتى فى قلوبهم الى مائدة مشاهدتى فى زوايا صدورهم بنعت اعراضهم عن غيرى { وَلْيُؤْمِنُواْ بِي } اى ليوقنوا فيما كشف لهم من اسرار ملكوتى وانوار جبروتى ولا يسمعوا حديث العدو { لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } الى مقام طمأنينة وحقائق التمكين بشرط المعرفة قال الشبلى اذا وجد الحق للعبد لذاذة قربه ارتضاه لنفسه وتولى سياسة لنفسه وادبه باخلاقه واعطاه ثلاثة من اوصاف ذاته حياة لا موت فيها وقدرة لا يزول بعجز وملكا فى جوار الملك فذلك قوله واذا سألك عبادى عنى فانى قريب اجيب وقال ابن عطاء فى هذه الآية فانى قريب قال اضاف عباده اليه اضافة خصوصية لا اضافة ملك كانه يريد اذا سالك الخواص من عبادى عنى فاخبرهم بانى قريب وقال بعضهم اذا سالك المشتاقون من عبادى عنى فاخبرهم انى اقرب اليهم من كل قريب وانا عند ظنونهم بى وقال دويم القرب ازالة كل معترض فقال الجنيد وسئل عن قرب الله من العبد فقال هو قريب لا بالاجتماع بعيد لا بالافتراق وقال القرب يورث الحياء.