الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } وهى ايام زمان الدنيا يغرى بهذا الخطاب اولياءه بترك المطايبة والمناكحة والمباشرة والموانسة والملاعبة ولذائذ العيش فى كل الوان الشهوات وشرب مياه الباردات ولبس الناعمات اى اصبروا يا اوليائى عن شهوات الدنيا فانها ايام ستنقرض عن قريب حتى تفطروا بلقائى القديم وتعيشوا في جوارى الكريم { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } اى من يكون من المنقطعين مريضا من فرقتى او فى سفر الوحشة عن وصلتى فعليه تدارك ايام القدرة بعد ادراكه مقام القربة والمشاهدة { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ } اى وعلى الذين يطيقونه الامساك عن الكون بنعت الزهد عن الدنيا ايام حياته ولم يعمل عمل اهل الطاعة لقلة توفيقه وهدايته فدية وهو خدمة اولياء الله ببذل النفس والمال من الذين تركوا الدنيا لاهلها وذلك قوله تعالى { طَعَامُ مِسْكِينٍ } والمساكين الذين صادفوا مقام التلوين ولم يبلغوا مقام التمكين { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ } اى فمن تعدى لعجزه عن حقيقة المعاملة زيادة على الواجب الذى عليه من الوجود بعد مقاساته في المفقود فهو خير له من طلب الرخص { وَأَن تَصُومُواْ } اى ان تمسكوا عما يشتغل به اهل الدنيا { خَيْرٌ لَّكُمْ } في ثبات حالكم وقوة ارادتكم { إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } اى ان كنتم تعرفون ما للصائمين من الفرح فرحة فى الدنيا بالمكاشفة وفرحة فى الآخرة بصرف المشاهدة.