الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } الطيبات ما قسم لاهل الايمان فى سابق علم الازل بنعت الرضا من معاشهم الذى لا يذم تناولها نفس العلم بحال وهو ما يتفرسه المؤمن بنور الايمان قبل وقوعه في اوان الحاجة وايضا الطيبات التى تهيج المؤمن الى ما يرضاه الله من المعاملات السنية والاخلاق المحمودة وترك مالوفات النفس ومتابعة الشهوة وايضا الطيبات ما يحصل من الغيب بلا تصنيع الأدميين لان ما فيه تصنيع البشر لا يخلوا من المعاملات وايضا الطيبات ما لم تؤكل بالشهوة وتورثه الحكمة والعبادة والطيبات ايضا ما يؤكل بالسنة ولا يؤكل بالبدعة وايضا الطيبات اشارة الى ذكر الحق اذا لم يشب بذكر الخلق وهو رؤية المذكور بنعت طيران الارواح بقوة المواجيد في بساتين الصفات وقال الشيخ ابو عبد الرحمٰن السملى طيبات الرزق هو التناول في اوقات الاضطرار مقدار استبقاء المهجة لاداء الفرائض وهو الذى لاتبعة فى كله بحال { وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } اى اشكروا الله بمعرفتكم على المشكور ان كنتم تعبدونه بشرط المعرفة لان المعبودية لا تصح الا بالمعرفة وهو اغراء من الله تعالى وتنبيه للمعاندين ليعرفوا ان الشكر لا ينبغى الا لمن خلق ورزق وامات واحيا وقرن هاهنا العبادة بشكر النعمة لتعريف المنعم عليه ان يشكر نعمته اداء عبادته على شرط معرفته.