الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَٰتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ }

{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً } هذا مثل من دَخل طريق الاولياء بالتقليد لا بالتحقيق يعمل عمل الظاهر ومَا وَجد حلاوة الباطن فترك الاعمالَ بعد فقدان الاحوال وايضاً مثل مَن استوقد نيران الدّعوى وليس معه حقيقة الغنى فاضاَءت ظواهره بالصّيتِ والقبول فافشَى الله نفاقَه بين الخلق حتى تبدوه في اخَسّ السحرية ولا يجد مناصا من فضاحة الدّنيا والآخرة وقال ابو الحسن الوراق هذا مَثَل ضَرَبهُ الله لمن لم يَصحّ له احوال الارادة فارتقى من تلك الاحوال بالدَّعاوى الى احوال الاكابر فكان يُضى عليه احوالُ ارادية لو صَحّحها بملازمة أدابها فلمّا مزَجَها بالدعاوى اَذْهَبَ الله عنه تلك الانوار وبقى في ظلمات دَعَاويه لا يبصر طريق الخروج منها.