الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }

{ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ } الصفا والمروة مخصوصان بانوار التجلى لقوله عليه السلام جاء الله من سينا واستعلن يساعير واشرق من جبال فاران وهما ملتبسان بصفاء اشراق شمس العزة ومن صعد اليهما فينبغى ان يرى فيهما ضياء لباس القدرة مستغرقا في نور المشاهدة وتقدس بنظره اليهما عن كدورات البشرية ويظهر فيه الاخلاق المحمودة بنعت صفاء المعرفة وايضا ذكر الصفا والمروة اشارة الا سرادق الملكوت والجبروت لان الصفا والمروة حجابان لمكة ومكة حجاب الحرم والحرم حجاب البيت هكذا سرادق الحضرة وايضا جبل الصفا مصعد العارفين لاجل تصفية الارواح بنور المعرفة طلبا لمشاهدة وجبل المروة مدرج الزاهدين لتزكية الاشباح بمدامع الندم سعيا في طلب معاملة الآخرة وطمعا للجزاء والمثوبة وايضا الصفا اشارة الى الأزل والمروة اشارة الى الابد لانهما من شعائر الله تعالى وايضا الصفا هو الروح والمروة هى القلب وقيل ان من صعد الصفا ولم يصف سره لله لم يتبين عليه من شعائر الحج شئ ومن صعد المروة ولم يتراى له حقائق المغيبات لم يظهر له من شعائر الحق شئ وقيل ان الصفا موضع المضافاة مع الحق من لم يجرد لمضافاة الحق معه فليعلم تضييع ايامه وسعيه في حجه وروى الشيخ ابو عبد الرحمٰن السلمى رحمه الله قال سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت ابا القاسم يقول سمعت ابا جعفر يقول عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن جعفر قال الصفا الروح لصفائها عن درن المخالفات والمروة النفس لاستعمالها المروة في القيام بخدمة سيدها وقال الصفا صفا والمروة مروة العارف.