الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }

{ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } اى قد نرى تقلب عين سرك فى سماء الهويّة لطلب عيان المشاهدة وقبله القربة ويزول الصفة فى الصفة ووقوع خطاب الخالص في سمع الخاص حتى تصير لك عين الجمع من جميع الوجوه وقيل فيه اعلمه اولا انه **** من الحق ليكون متادبا باداب الحق ومن حسن ادبه انه نظر الى نحو السماء ولم يسأل واجيب على نظره الى مراده { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } اى نطيبك ونكشف لك قبله عين وجودى ترضى بها وتونسها ولا يكون لك بعد ذلك طريقاً منها الى نفسك ولا جهة منها الى الكون لان مرادك مرادى ومرادى مرادك وايضاً انى قبلتك حيث توجهت حتى تكون بلا جهة في الكون فى طلب وجودى وقد ادبه الله بهذا عليه حتى لا يكون له سواه فى جميع مناه وقيل اخبره بعد ان اجابه الى مراده ان مرادك لم يخالف من مرادنا لان ارادتنا فيك تقلبك الى الكعبة واثباتك عليه وجعلنا قبلة لك ولا متك قبله لتعلم ان رضاك لا يخاف رضانا ابدا { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } اى فولّ وجهك نحو المراقبة الى صدرك لانه مسجد انوار الحقائق وهو ممتنع عن الوسواس وغبار العلائق وفيه القلب وهو كعبة الانس وفى تلك الكعبة آيات بيّنات مقامي وفى الآيات اثارى وفي الاثار اثار صفاتي وايضاً فولّ وجهك الظاهر نحو الكعبة حتى ترانى ملبسا بلباس الآيات فعينك الظاهر للآيات وعينك الباطن للصفات وقال بعض العراقيين ترسم معهم برسم الظاهر نحو الكعبة في استقبال الكعبة ببدنك ولا تقطع قلبك عن مشاهدتنا فانا جعلنا الكعبة قبلة بدنك ونحن قبلة قلبك.