الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } اى مَنْ بَذلَ مُهجته لله الا لما من الله وهو محسن بلا رُؤية المعاملة ولا يجريان المعارضة بل رؤية الحق بنعت فناء الحق فله مجالَسَةُ البقاء عند ربّه بزَوَال خوف الفِرَاق وحزن الحجاب وقيل وهو مُحسن اى اخلصَ وجوهَ اعماله من الرياء والشرك الخفى وقيل في قوله اسُلَمَ وَجهه لله الا اعتق وَجْهَه عن عبودية غير وهو محسن اداب العبوديّة فله اجره عند ربّه دوام المعونة الَيْه من رضَاه ولا خوف عليهم من فوت حظّهم من الحقّ ولا هم يحزنون بان يشغلهم عنه بالجنّة قال ابن عطاء من جَعَل طريقه ووجهه ومراده وقصده وتدبيره لله فلا يبقى له وجه الاّ اليه ولا يكون الا عليه وهو محسنٌ قال يرى بسرّه وبشاهده بحقائق معرفته وبطالعه بمعانى اخلاصه قال عبد العزيز المكى فى هذه الآية حال مخلص في عمله هائب عن ربه وقال ايضاً مَنْ اخلص قلبه لله محبّة وهو محسن اى كامل في محبّته وبالغٌ في مودته.