الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً }

قوله وتعالى { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } فى هذه الأية عجيب من النكت ان الله سبحانه قرن الودّ بالعمل الصالح وذكر العمل الصالح قبل الود كأن الود جزاء العمل الصالح والاشارة فيه ان وده لهم قديم في الازل وبذلك الود عملوا العمل الصالح فاذا اصطفى بذلك الود وقفهم للاعمال الصالحة والاعمال الصالحة من ميراث ذلك الاصطفائية والود فإذا وقع العمل الصالح يزيد كشف ذلك الردّ فى قلوبهم والحق سبحانه منزه عن الزيادة والبداء فاذا البسهم نوره وكسا اسرارهم سنا وده فيكونون مزينين ظاهرا وباطنا ويصيرون مرآة جمال الحق وكل من يراهم يحبهم فالله احبهم وهم يحبونه بمحبته للخلق يحبونهم بمحبة الله اياهم وما يرون من انوار جمال الحق منهم قال ابن عطا الذين اخلصوا بسريرتهم لي واتعبوا ظاهرهم في خدمتي سأجعل لهم وداً في عبادي لا يراهم احد إلا احبهم واكرمهم فى محبتهم وكرامتهم كرامتى ومحبتى وسئل بعضهم عن قوله { سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } قال يعنى لذة وحلاوة في الطاعة.