الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً }

قوله تعالى { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } هذا جواب قولهأَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً } ما شك في قدرة القادر لكن تفحص من شأن الحال حتى يقع نظر سره على تجلى القدرة وسرها لعل ينكشف له عين ذات الازلى فاجابه الحق اين انت مما ظهر في نفسك مما تطلب في خلق ابنك انظر الى وجودك بعين الحقيقة حتى ترانى في كونك وتستغنى عن النظر الى غيرك البست نور قدمى فعلى وألبست نور فعلى العدم وصيرتك موجوداً لظهور وجودى بنعت قدمي لعدمك قال الواسطى في قوله تعالى { وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } المقادير صرحت بمعانيها وكشفت عن اوقاتها وقال ايضا انت في حال وجودك كانت في حال عدمك عندنا لا تحدث لنا في عدمك ووجودك حالة لم تكن لا الاشياء ثابتة فى حال وجودها ولا هى ثابتة في حالة عدمها اذ وجودها وعدمها عند الحق سواء لاثبات شئ بازائه قال جعفر في قوله { رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } استقبل النعمة بالشكر قبل حلولها وقال الروذباري غاية الرجاء في غاية الياس وهو في قصة زكريا حتى قال { أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } قوله له مثل يحيى.