الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } * { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً } * { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً }

قوله تعالى { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ } هذا سلام الاعراض عن الاغيار وتلطف الابرار بالجهال قال تعالىوَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } قال ابو بكر بن طاهر لما بدأ منه كلام الجهال من الدعوة الى آلهته والوعيد على ذلك ان خالقه جعل جوابه جواب الجهال بالسّلام لان الله قال { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } ثم ان الله سبحانه اخبر عن صديقية ابراهيم من تبريه عما دون الله بقوله { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } العيش الهنى صحبة الابرار مع ترك مصاحبة الاشرار قال ابو تراب النخشبي صحبة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار { وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً } تكلم من حقائق يقينه انه عند الله على شرف كامل وانه مجاب الدعوة فطمع فى الحق ما طمع من نظره الى علومه المجهولة الغيبية قال عبد العزيز المكى كان الخليل عليه السّلام يهاب به ان يدعوه ويذكره ويعظمه ان لا يكون يدعوه بلسان لا يصلح لدعائه استحياء وحشمة وخيفة وهيبة بعدم معرفته بجلاله فلما ترك صحبة المنكر رزقه الله من نفسه انبياء بقوله { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } من ترك الخليفة فالله خليفته فى كل مراد جعل سبحانه اسحاق ويعقوب واسماعيل ومحمداً صلى الله عليه وعليهم وسلم اجمعين وموسى ويحيى وجميع الانبياء والرسل بعده عوضا له من ابيه آدم كان عليه السّلام ضيق الصدر من هجران ابيه عنه وعن دينه فجعل اخلاقه من الانبياء والمرسلين والاولياء والصديقين عوضا لابيه حتى لا يضيق صدره قال الواسطى عوض الاكابر على مقدار الحدث جعل فهم التلاوة للاحكام وجعل فهم الحقيقة للاسقام قال الله { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ } الاية وقال لموسىوَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } ولما اعتزل محمد صلى الله عليه وسلم الاكوان اجمع ولم يزغ البصر فى وقت النظر وما طغى قيل انك لعلى خلق عظيم حيث لم يزاغ غيره حلاه بصفته فقالإِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ }