الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }

قوله تعالى { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } قرى الحقائق لبعضهم نفوس ولبعضهم قلوب ولبعضهم عقول ولبعضهم ارواح ولبعضهم اسرار وللعموم صدور ولعموم العموم اشباح فاهل الاشباح لما لم يستعملوا الحواس بما خلق الله لها من طاعته وخدمته مسخها كقولهكُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } واهل الصدور لما لم يراعوا انوار الاسلام بتقديسها عن شوب النفاق خربها الله بجند الوسواس، واهل النفوس لما لم يزكوها بصفاء المجاهدة تركها فى شهواتها وحجبها عن صفاء الذكر واهل القلوب لما لم يراقبوا انوار الغيوب ولم يدفعوا عنها الخواطر المذمومة حجبها عن رؤية ملك الآخرة واهل العقول لما لم يستعملوها بالجولان فى الافكار ولطائف الاذكار حجبها عن غرائب الانوار واهل الارواح لما لم يحيلوها فى ميادين الملكوت لطلب مشاهدة الجبروت حجبها الحق بشواغل الرسوم واهل الاسرار لما لم يعرفوا حقائقها وماهيتها بانها طروق لطائف علومه الغيبية تركها خالية عن كشوف احكام الربوبية واهل الظاهر لما لم يعرفوا المنعم باشتغالهم بالنعمة اهلكهم الله بان شغلهم بالنعمة عن طلب المنعم قال ابو بكر بن طاهر لما لم يشكروا نعم الله عندهم ولما يقابلوا البلاء بالصبر والرضا قال الواسطى وكلناهم الى سوء تدبيرهم حين سخطوا حسن اختبارنا.