الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً }

قوله تعالى { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } بين ان القوم بلغوا الى مشاهدة جلال ازله واغرقهم فى بحار ابده ووجدوا منها جواهر اسرار محبته وقرب وصاله ما لا يطلع عليها احد غير الله فنفى احاطة علم الغير بهم فكأنه اخبر عما عمرهم من سطوات العزة واستيلاء قهر الربوبية ما افناهم اى انا اعلم بما هم فيه من فنائهم فى الوجد والموجود اخبر عن عظيم ما ورد عليهم من سلطان قهر مشاهدة قدمه قال ابن عطا ربهم اعلم بهم حيث اظهر عليهم عجائب صنعه وجعلهم احد شواهد عزته وجعلهم بالمحل الذى خاطب به النبى صلى الله عليه وسلم فهمَّ فقاللَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً }