الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً }

قوله تعالى { وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ } اخبر سبحانه عن صدقهم واخلاصهم وفرحهم بالايمان بالله والنجاة عن الكفر والضلال واجتماعهم فى مقام الخلوة اى اذا اخرجتم من اماكن النفوس والهوى وصرتم منفردين باليقين الصادق فأووا الى جوار كرمه وبساط قدمه { يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم } ذخائر لطائف علومه الغيبية ويبسط لكم بساط عطايا مشاهدته وانوار قربه ومحبته { وَيُهَيِّىءْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ } اى احتياجكم الى وصاله ورؤية جماله { مِّرْفَقاً } مسند الانس ويسقيكم شراب الزلفة من بحر القدس قال الاستاد العزلة عن غير الله يوجب الوصل بالله بل لا يحصل الوصلة بالله الا بعد العزلة عن غير الله ثم اخبر عن زيادة تلطفه بهم بان دفع عنهم تواثير العناصر التى اصلها من طبع الشمس والقمر والسيارة ودفع عنهم حرارة الشمس وشعاعها لئلا يتغير اشباحهم عن احكام الروحانية كأنه تعالى ادخلهم فى خجلة الانس فى عالم القدس وجعل ذلك العالم فى الكهف وهو قادر على ان يخلق الف جنة فى عين نملة فلما سكنهم فى حجر وصلته رفع عنهم تغاير الحدثية واطلاع الخليقة عليهم من غيرته فمن غيرته حجبهم عن الشمس الطالعة التى هى فى الفلك الرابعة فاذا حجبهم عن الشمس مع جلالتها التى هى سبب نماء العالم فانظر كيف يطلع عليهم غيرها من الخلق.