الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } * { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } * { ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً }

قوله تعالى { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } وصف الله اهل الربا والسالوس والناموس الذين يجلسون فى الصوامع لاجل نظر الخلق وصرف وجوه الناس اليهم وطلب الرياسة والسلطنة ضل سعيهم فى الدنيا والآخرة حين يفتضحون فى اعين الخلق لان الله سبحانه من صفته ان يفتضح المرائين فى الدنيا ومع ريائهم يجهلون سوء عواقبهم ولا يعرفون ان ما هم فيه عين الشرك والضلالة ويحسبون ان اعمالهم حسنة وكيف يقع الحسن على اعمالهم وهم فيها يشركون بنظرهم فيها الى غير الله قال عليه السّلام ادنى الرياء شرك سئل ابو بكر الوراق عن هذه الآية قال هو الذى يبطل معروفه فى الدنيا مع اهلها بالمنة وطلب الشكر على ذلك ويبطل طاعته بالرياء والسمعة ثم ان الله سبحانه وصف عقيب ذكر هؤلاء المبطلين اهل الاخلاص من الصالحين بقوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } اى ان الذين عاينوا الحق وصبروا فى الحق وتمكنوا فى اخفاء الاسرار واستقاموا فى ادارة قلبهم بوصف الهدف عند اصابة سهام الربوبية فيه كانت فى الازل لهم باختيار الحق واصطفائيته لهم بساتين فردوس جلاله وجماله ولطائف وصاله واسرار كماله الى ابد الابدين لا يحتجبون عنها ابدا قط لان من وصل اليه صار مستقيما بالحق مقدسا بقدسه عن علل الحجاب والاعوجاج والتحويل قال ابو بكر الوراق من انزل نفسه فى الدنيا منزل الصادقين انزله الله تعالى فى الآخرة منزل المقربين قال تعالىإِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } قال ابن عطا فى قولهخَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } متنعمين فيها نعيم الابد ينقلبون فى مجاورته ويفرحون بمرضاته قد امنوا كل مخوف ووصلوا الى كل محبوب ولا يشتهون شيئا الا وجدوه كيف يطلبون عنه تحويلا.