الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }

قوله تعالى { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } وجب فى الازل للربوبية القديمة العبودية على نعت تجريدها عن رؤية غير الله لانه كان تعالى فى الازل موصوفا بالربوبية والاحدية وحق العبودية لغيره مستحيل بالحقيقة لان عبودية الحدث للحدث على نعت المجاز ولا يقع العبودية الخالصة الا للازلى الابدى والعبودية افراد القدم عن الحدوث بنعت الاذعان لتصرفه والخضوع بنعت الفناء لعزته وحديث الوالدين بالاحسان لانها فعله الخاص وحرمة فعله فى ايجاد خلقه من حرمة صفته وحرمة صفته كحرمة ذاته والاحسان للوالدين احترامهما واجلالهما باحترام الله واجلاله واشياخ الطريقة وآباء اهل الارادة والاحسان لهم متابعة امرهم لمحبة الله قال بعضهم العبودية قطع الارباب وخلع الاسباب والرجوع الى الحق بالحقيقة قال ابو عثمان المغربى من تحقق فى العبودية ظهر سره في مشاهدة الغيوب واجابته القدرة الى كل ما يريد.