الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً }

قوله تعالى { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } من لم يبلغ اعالى درجات القوم لم يعرف مقامات الدعاء ومن لم يعرف مقام الدعا ففى كل وقت يستعمل سوء الادب لانه فى رسوم الصورة يسأل شيئا بجهله وهو سبب خطره قرب مراد لا ينجح له المقصود لانه عجول لا يصبر حتى يبلغ ويعرف ما يليق بحاله فيسأل قال سهل اسلم الدعوات الذكر وترك الاختيار فى السؤال والدّعاء لان فى الذكر الكفاية وربما يدعو الانسان ويسأل ما فيه هلاكه وهو لا يشعر الا ترى الله يقول { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ } والذاكر على الدوام التارك للاختيار فى الدعاء والسؤال مبذول له افضل الرغائب وساقط عنه آيات السؤال والاختيار قال النبى صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل " من شغله ذكرى عن مسألتى اعطيه افضل ما اعطى السائلين ".