الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً }

قوله تعالى { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً } اخبر سبحانه عن سجية النفس الامارة الانسانيّة انّها خلقت بخيلة حريصة على الدنيا وجمعها ومنعها لعميها عن رؤية الآخرة وبقائها وعن معرفة الدنيا وفنائها وهذه النفس اذا قورنت بالروح الصادقة العاشقة والعقل القدسى والقلب الملكوتى والسر الجبروتى تذوب عن خلقها وتزول عن بخلها وصارت ساكنة عن الحرص سخية بالبذل وهذه النفس الاولياء ونفس الانبياء خلقت سخية غير حريصة ونفس العامة بقيت على حال الفطرة الا نادرا فان الله سبحانه يخلق فى الاحانين كافرا سخيا ويخلق مؤمنا بخيلا قال حمدون اخبر الله عن حقيقة طباع الخلق فقال لو ملكتم ما املكه من فنون الرحمة وخزائن الخير لغلب عليكم سوء طباعكم فى الشح والبخل.