الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله تعالى { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ } ان الله وصف المريدين الصادقين حين هاجروا من حظوظ انفسهم بعد ذوقهم مطعم معصية الله وبعد وقوعهم فى كل امتحانه فلما خرجوا من تحت مراد النفس والهوى وجعلوهما منكوسين وباشروا عبودية الله وجاهدوا فى محاربة الشيطان حين دعاهم الى منازل الفترة وصبروا على ترك الهوى فى متابعة الله { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ } لما جرى عليهم فى سالف الايام من الذنوب { رَّحِيمٌ } بهم بانه يحفظهم من المراجعة الى حظوظ النفس ومرادها وانه تعالى يذيقهم طعم الانس بحيث لا يطيقون ان يفتروا عن طاعته لمحة قال سهل وهاجروا قرناء السوء بعد ان ظهر لهم منهم الفتنة فى صحبتهم ثم جاهدوا انفسهم على ملازمة اهل الخير ثم صبروا معهم على ذلك ولم يرجعوا الى ما كانوا عليه من بدو الاحوال.