قوله تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الذكر صفته وصفته قائمة بذاته وهو منزه عن تغيير كل مغيرات نزلة القران فى قلوب العارفين وصدور الموقنين واسرار الموحدين وانا له لحافظون من مخالفتهم القرآن بحفظ قلوب الصديقين والصادقين بما حفظ قرآنه عن شكوك النفس ومغالطة الشياطين وحركات الضمائر بالخطرات المذمومة وايضا كاشفنا عن اسراره فى قلوب اوليائى وبما كشفنا منه لهم حافظون بحفظهما فى صميم اسرارهم ويحفظ اسرارهم عن غير فهم حقيقى قال ابن عطا نحن نزلنا هذا الذكر شفاء وبيانا وقرآنا وفرقانا ليهدى به من كان موسوما بالسعادة منورا بتقديس السر عن المخالفة وانا له لحافظون وانا نحفظه فى قلوب اوليائنا ونستعمل به جوارح الخواص من عبادنا يقال اخبر انه حافظ القرآن وانما يحفظه بقرائه فقلوب القراء خزائن كتابه وهو لا يضيع حفظة كتابه فان فى تضييعهم تضييع كتابه.
