قوله تعالى { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } اى بحياة روحك التى اوجدتها من العدم يتجلى القدم وعمرها فى مشاهدتى بعد كون وجودها وايضا اى يا عمار انوارك المصطفوية فى علم غيبى حيث لم يكن الدهر الدّهار ولا الفلك الدّوار وهى كانت تزورنى فى سرادق كبريائى ولا تحصى زمانها لان زمانها بلا زمان ومكان اوجدتها بقدرتى ومكنتها بقدرتى فى اماكن التجلي لعَمْر انوارك التى تعرف منى نور صفاتى وتدرك مشاهدة ذاتى فنعم تلك الاعمار اى بعمرك فى علم غيبي ومنازل قربتى وحسن مشاهدتى من زمان معراجك ووصالك معى وايضا اى بعمرك الذى يبقى مستنيراً ابدا وايضا اى بعمرك الذى ما هجم عليه طوارق الغضب ولا قوارع العطب وايضا اى بحياتك التى كتبها لك من تجلى حياتى فيك وتلك الحياة من روح روحى التى نفختها إلى ابيك آدم عليه السلام كانت روح افعاله فى نفخها الحق فى آدم بحياتك التى عاش آدم ومن دونه بها انهم من حياتك ورؤيتها فى حجاب الضلال وسكر العمى قال بعضهم لعمرك اى بعمارة سرك بمشاهدتنا وقطعك عن جميع المكونات وقال النورى اى بحياتك التى خصصت بها من بين الخلق فحيوا بالارواح وحييت بى فبقاؤك متصل ببقائى لانك باق بى وقال جعفر اى بحياتك يا محمد ان الكل فى سكرة الغفلة وحجاب البعد الا من كنت وسيلته ودليله الينا وقال القرشى اقسم الله بحياة محمد صلى الله عليه وسلم فقال { لَعَمْرُكَ } لان حياته كانت به وهو فى قبضة الحق وبساط القرب وشرف الانبساط ومقام الانفاق فاقسم بحياته فقال لعمرك اى بحياة مثلك يكون القسم لان الكل زاغوا وما زغت وطغوا وما طغيت وسالوا وما سالت حتى بدأناك بالاجابة قبل السؤال فحياتك هى التى بها حياة الخلق قبلك وبها حياة الخلق بعدك فانك حى بحياتنا غير مباين عنا بحال، وقال الخراز وصفه لخلقه ثم ستره ببره عن خلقه.