الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }

قوله تعالى { وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } اخبر الله سبحانه عن الرسل اعترافهم فى اخر الاية الماضية بالعجز عن التصرف فى مملكته الا باذنه وعن براءتهم عن حولهم وقوتهم فى ظهور المعجزة وبين اعترافهم ايضا بعجزهم فى تحمل ايذاء قومهم ورجوعهم اليه وقال { وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ } بعد ان عرفنا نفسه وانوار ذاته وصفاته بانه معين اوليائه وناصر اصفيائه توكلنا عليه لمعرفتنا به وما خصنا من لطائف وجوده ومشاهدته { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } اضاف السبل اليهم وليس السبل لهم ولكن السبل له قالوا ذلك انبساطا اى مهد لارواحنا سبلا الى نفسه ومعرفة شانه فاذا سلكنا تلك السبل ورايناه وراء السبل وعرفنا ذاته وصفاته نتوكل عليه بدلائلنا قيل للحسين ما التوكل عندك قال الخمود تحت الموارد وقال حاتم الاصم فى قوله { وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } قال ما لنا لا نثق بالله وقد اعطانا الاسلام والهدى قال ابو العباس بن عطاء التوكل على التجارب خدعة والتصديق على مطاهرة الوجود لبسته قال الاستاذ ما لنا الا نتوكل على الله وقد رقّانا من تكليف البرهان الى وجود روح البيان بكثرة ما افاض علينا من جميل الاحسان وكفانا من مهمات الشان