الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىۤ أَجَلٍ مُّسَـمًّـى قَالُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }

قوله تعالى { فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } علم الحق سبحانه ان لا عين يرى بها القدم صرفا فنصب اعلام قدرته لتراه عين الحدث بواسطة القدرة فقال فاطر السماوات والارض فطرها بقدرته وابدعها بعزته والبسها انوار جلاله وهيبته يدعوكم من نفوسكم الى رؤية جماله فى اياته فتنظروا اليها بابصار نافذة وقلوب حاضرة ثم رقاهم الى اعلى الدرجات من رؤية قيومته وقدرته فى خلقه الى مشاهدة عيان ذاته وذلك قوله يدعوكم ليغفر لكم وقع الغفران على النظر في حرف بواسطة اياته واى ذنب اعظم من طلبه بواسطة من الكون حار الوجود فى جوده وغاب جوده فى وجده فضلا عما اوجده فى الوجود وايضا يدعوكم الى معرفته لتعرفوا بمعرفته نفوسكم وذنوبكم واذا وقعت بشهقه عنكم ارتفعت ذنوب تقصيركم فى طاعته وادراك عزته قال النوري فى هذه الاية قال دعا الخلق بنفسه الى نفسه وذكر من اسمائه فاطرا لئلا يتعلقوا بشئ من الاكوان وقال انا فاطر السموات والارض ان اردتم ما فيهما فهو عندى وان اردتمونى فلا تلتفتوا اليهما وارجعوا منهما الى وقال بعضهم ما دعا الله احداً اليه ولا الانبياء وانما دعا من دعا لحظوظهم قال الله { يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ }.