الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ }

قوله تعالى { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } فى الاية اشارة عجيبة اى لو يطلبون شهيدا بينى وبينكم بصدق رسالتى فانظروا فانى موضع شهود جمال الحق فان ترونى بعين الحقيقة ترون جلاله وجماله وبهاءه فى مرآة وجهى فشهود تجليه شاهدى وايضا شاهدى من هذا حاله من الاولياء والصديقين ومن عنده ينكشف علم ذاته وصفاته وتصديق ذلك اشارته عليه السلام بقوله " من رآنى فقد راى الحق ومن عرفنى فقد عرف الحق " وايضا من عنده علم الكتاب يعنى علم اشارات الله من ازله وابده فى كتابه يعنى لطائف الحروف المتشابهة المشيرة الى دقائق اسراره وملكوته وحقائق جبروته اى من عَلم علْم الكتاب وفهم سرّ الخطاب بلا واسطة من حيث الكشف والالهام والمشاهدة والكلام متحققا فى مشاهدته وشاهد آيات رسله نائب انبيائه وسفير الحق الى خلقه له لسان العجائب من علوم الالهية وغرائب حقائق الربوبية وله لسان الخصوص من المعرفة والتوحيد وله لسان خصوصية الخصوصية من بيان النعوت والاسماء والاوصاف والصفات وانباء الغيب وغيب الغيب والفراسات الصادقة والآيات الواضحة قال عليه السلام فى وصفهم " ان فى امتى محدثين متكلمين وان عمر منهم " وله لسان العموم فى علم المقامات من الصدق والاخلاص والفرق بين الالهام والوسواس والرياضات والمجاهدات وبيان عيوب النفس ومداواتها وهو لسان الحق فى العالم اذا نطق نطق بالحق لان الحق نطق به قال سهل الكتاب عزيز وعلم الكتاب اعز والعمل بعلمه اعز عزيز والاخلاص فى العمل اعز والاخلاص عزيز والمشاهدة فى الاخلاص اعز والمشاهدة عزيزة والموافقة فى المشاهدة اعز والموافقة عزيزة والانس فى الموافقة اعز والأنس عزيز وآداب محل الانس اعز.