الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }

قوله تعالى { قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } لم ير الحق سبحانه اهلا لروية وحدانيته وادراك حقائق توحيده من الخلق الا سيد المرسلين صلوات الله عليه اختاره بالرسالة وافشاء سر التوحيد فامره ان ينزهه بلسان الحقيقة وقال { قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } اثبت ربوبيته حيث رباه بنور ذاته وصفاته ونفى غيره ولا غير بالحقيقة دخل فى بحر النفى بقوله لا وصل الى جواهر وجود القدم والهوية فدار بسره بين دائرة هو واضمحل عن كينونية وجوده فتحرك سر طلب الاصل فيه وعرف انه لا يدركه بنفسه فاستعان بالازل فى معرفة الازل واستعاذ به فقال { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } فلما عجز الكل عن حمل هذه المعانى وحمل السيد حمل جميعهم بالله صار من العالم غرض الكل لذلك قال لولاك لما خلقت الكون ولما قام مقام الكل فهو تعالى لم يبال بالكل وهذا كما قيل
وكنت ذخرت افكارى لوقت   فكان الوقت وقتك والسَّلام
وكنت اطالب الدنيا بحرٍّ   فانت الحرّ وانقطع الكلام