الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ }

قوله تعالى { قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ } نسبوا السرقة الى يوسف لكن فرق بين السرقة والسراق فسرق بعضهم قماشة الظاهر يوسف سرق بنرجس عينه المخمور به وورد خده المصبوغ بصبغ الله قلوب العالمين ولكن شتان بين سارق وسارق صدقوا فى نسبة يوسف الى السرقة ولكن لم يعرفوا مسروقه لباب الفؤاد بالمحبة وصميم الاسرار بالشوق والعشق والالفة انشد الشبلى
لها فى طرفها لحظات سحر   تميت بها وتحيى من تريد
وتسبى العالمين بمقلتيها   كان العالمين لها عبيد
مفهوم خطاب الاية بقوله { إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } ان بقايا النفوس باقية فى قلوبهم فى حقد الطبيعة فى يوسف بما بدت من افواههم ظاهرا وانظر الى تمكن يوسف واناته حيث لا يجازيهم ولا يظهر عليهم الجواب مع علمه بانه ماخوذ بجزاء قوله انكم لسارقون وهكذا شان المعصومين عن الجرائم يؤدبهم الله عند كل فلتة من السنتهم ومن حكمة الله سبحانه انه عزا يوسف الى قوله انكم لسارقون حتى يكون شريكا لهم فيما بدا منهم له وقال الاستاذ كان بنيامين برئ مما رمى به من السرقة فانطقهم الله حتى رموا يوسف بالسرقة واحدا بواحد ليعلم العالمون ان الجزاء واجب.