الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ }

قوله تعالى { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ } اى يوسف فى قلب يعقوب بعض التفاته الى الوسايط واراد ان يصل الشيخ الى افراد القدم عن الحدوث بشط تجريد سره عن الحدثان فى جمال الرحمن من شفقته على يعقوب لنخرجه بالتلطف عن الكون حتى لا يبقى فى ساحة الكبرياء غبار الحدوث فتلطف فى سلب بنيامين عنه وذلك من علمه بغيرة الله سبحانه على يعقوب حيث رفع محبوبه من بينه فخاف عليه ان يهلك بنيامين بين يديه ويزيد داؤه على دائه ولولا ذلك لما قال { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ } بان ليس من دأب الفتيان طلب العوض بالاحسان والاشارة فيه ان من لم يات فى طريق محبة الله بالوفاء على عهد المعرفة ضاقت عليه طرق وصاله قال بعضهم من خالف مراد سيده فيه ضيق الله عليه رزقه وحرمه مقام القربة بحال واصل ذلك قوله { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ } الآية وقال الاستاذ المحبة لما كان غيور ليعقوب يسلى عن يوسف برؤية بنيامين ابت المحبة الا ان يظهر سلطانها بالكمال فغارت على بنيامين ان ينظر اليه يعقوب بعين يوسف.