الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ }

قوله تعالى { إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } اراد خير الدنيا الذى هو محل الاستدراج والامتحان وان راى خير الاخرة ما خاف عليهم واهل المعرفة اذ راوا انفسهم فى اعالى الدرجات والمقامات والاستقامة زادتهم خوفا لانهم عرفوا الله بغيرة القدم ولا يستقيم بازاء غيرته الحدثان الا ترى الى قوله صلى الله عليه وسلم انا اعرفكم بالله واخوفكم منه قال بعضهم اقرب حال الى الاستدراج ايام الامن والدعة وتواتر النعم عليك وترادف الخيرات عندك الا ترى الله حاكيا عن بعض انبيائه لامته { إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } وقال بعضهم فى { أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ } اى بنعمة من الله { وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } تقصيركم فى شكر النعمة.