الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }

قوله تعالى { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } اذا طاب عيش العارفين بجمال معروفهم وسكنوا بمواساة لطائف قربه واستانسوا بنرجس مودته وورد وصلته وياسمين نور صحبته واطمأنوا فى مكانات كشوف غرائب الملك والملكوت وامنوا من بليات الامتحان هاج غيرة القدم عليهم واقلهم طوارقات القهر والقتهم الى منازل الامتحان وجعلت اعالى قلوبهم واحوالهم اسافل نفوسهم وشهواتها حتى يعرفوا ان ساحة الكبرياء منزهة عن الانس والوحشة والوجود والعدم والمريدون اذ استكبروا على المشايخ يقلب الله مواجيدهم بطر النفوس ومجاهدتهم اتباع شهواتهم الويل لمن كان شانه هكذا امطر عليهم احجار البعد نعوذ بالله منها وسماتها تواتر العصيان والخروج على اطيار بساتين الرحمان وهذا جزاء من خرج على سلوته ومشايخه قال الله { وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } اى ما هذا الحجاب والبعد من التاركين السنة والمتابعة ببعيد قال بعضهم لما ادركهم الحكم السابق الجارى فى الازل عليهم قلبنا عليهم ارضهم كما حكمنا عليهم بتقليب قلوبهم وصرفهم عن طريق الحق وسبل الرشاد وقال محمد بن الفضل ما اصاب قوم لوط ما اصابهم الا بالتهاون بالامر وقلة المبالاة وارتكاب المحارم بالتاويلات قال الله { وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } اى ما له بعذاب ممن عملوا ما عملوا من تخطى الشرع والتهاون بالامر وارتكاب المناهى بالتاويلات بعيد.