الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }

قوله تعالى { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلْلَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } جعل سكون العشاق والمشتاقين والمحبين فى الليل للمناجاة معه ونيل الوصال منه وخفض جناح القهر تحت اقدام الهمة الجامعة ينظر عين الجمع اليها ما اطيب انس العارفين فى الليالى حين مطروا من عيونهم الباكية من شوق الله الدرر اللآلى وانشد
اقضى نهاري بالحديث وبالمنى   ويجمعنى بالليل والهم جامع
وجعل النهار سريان انوار القدرة تطلع من جيتها كل لحظة الشمس الصفات وانوار الذات فصار مرات نظر العارفين وتجلى الحق فيها لهم الا ترى الى قولهٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } قال بعضهم جعل سكون الليل الى الخلوة والمناجاة والنهار مبصرا ليبصروا فيه عجائب القدرة والاعتبار بالكون.