قوله تعالى { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ } اخبر سبحانه عن عمى الجاهلين الذين لم يروا انوار جلاله وعظمته فى مرائى كل ذرة لانهم فى غواشى طباعهم محجوبون عن شهود الحق على كل شئ بنعت ظهور تجلى نفسه ومصداق ذلك قوله{ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } ثم اخبر عن وصفهم وشكوك بواطنهم وقال{ أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ } ومن كان محجوبا عن لقائه فايضا يكون محجوبا اذ ان اسراهم عن حقائق الخطاب وعن فهم معانيه وان كان لهم بصيرة صافية يرون بها المخبر عنه فى الخبر ولا يحتاجون الى الاستخبار منه لان وراء كل خبر اثراً قال بعضهم انوار الحق مشرقة واثاره ظاهرة لا يشك فيها الا معاند ولا يعمى عنها الا ضال فالمتحققون بحقائق الحق هم سالكون مسالك انوار الحق فى مقاصدهم ومواردهم ومصادرهم والراجعون منها الى الاغيار هم الضالون من سنن الحق قال الله تعالى { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ }.