الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله تعالى { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } اخبر الله سبحانه عن مواطن امتحانه وتمييزه بغيرته القديمة بين الصادق فى دعوى محبته وبين الكاذب لان الصادق فى محبته هناك لا يفزع من النيران ولا يطمع فى الجنان لغلبة شوقه الى جمال الرحمن والكاذب تبدو سرائر ضلاله وتنكشف فساد ضمائره بين جميع الخلائق فيرد الصادق الى لطف مولاهم ويرد الكاذبون الى قهر جبارهم بقوله { وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } فيبقى للصادقين خصوصية درجاتهم فى المحبة والوصال مع حقائق معناهم ويضل سعى المرائين الذين يراءون الناس باعمال الصادقين وايضا يمتحن نفوس الحدثان عند بوادى سطوات سبحات جلال الرحمن حيث يضمحل الحادث فى القديم ويبقى القدم للقدم ويكون الحدث مقدما فى القدم قال تعالىكُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } وقيل يطالب كل مدع بحقيقة ما ادعاه.